منتدى الشارع الليبي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    يسألونني ما الذي دفعك إلى العالم الافتراضي ؟!

    sky2009
    sky2009
    مشرف عام
    مشرف عام


    المشاركات : 1792
    نقاط التمييز : 335
    البلد : يسألونني ما الذي دفعك إلى العالم الافتراضي ؟! YyN01312
    مزاجي : يسألونني ما الذي دفعك إلى العالم الافتراضي ؟! Pi-ca-22
    ذكر

    يسألونني ما الذي دفعك إلى العالم الافتراضي ؟! Empty يسألونني ما الذي دفعك إلى العالم الافتراضي ؟!

    مُساهمة من طرف sky2009 2010-04-12, 6:27 pm

    * يوم يعتصرني الألم و يجتاحني اليأس و القنوط و يلفني الشعور بالوحدة و الغربة و الحاجة إلى الخلّ الودود

    * يوم الشعور بالقطيعة الفكريّة و اتساع الهوّة السحيقة بيني و بين من هم حولي مع رغبة ملحّة في التواصل مع الآخر


    * يوم احساسي بالفراغ الوجداني و الجوع العاطفي مع حاجتي الماسّة لغذاء الروح و العقل كحاجتي إلى غذاء البطن و الجسد

    * يوم أقع تحت طائلة عشقي الشديد للكلمة و الحرف فأقبل بنهم على ما ألقت به الأقلام و ما رسمته من جميل العبارة و اللفظ و من ابداعات في عالم فنّ الكتابة و التعبير

    * يوم تنتابني الحيرة إزاء بعض الأمور الدينيّة و تلقي بي أمام بعض المسائل العقائديّة فأنبري أستزيد من ثقافتي الدينية و أكتشف مواطن الإعجاز و الجمال في ديني فيزداد به عشقي لإسلامي و تعظيمي له فيطمئنّ قلبي و يرتاح ضميري و يثبت إيماني

    * يوم تتضارب في ذهني الأفكار بين الصحّة و الخطإ و تتصارع الحجج و تتفاوت في القوّة و الضعف مع إيماني أنّ غذاء الروح الدين و غذاء العقل القراءة

    * يوم أجد معارفي قد صدئت و حجبها غبار الزمن و أخنى عليها الدّهر فبليت و تجاوزتها العلوم فعجز العقل عن إداراكها من جديد في عالم متغيّر بنسق أكثر من السريع

    * يوم يصطدم رفضي للموجود بطوق حالم إلى المنشود من المشاعر و الأحاسيس و الأفكار و المواقف و العلاقات قد يكون لا وجود له إلاّ بداخلي

    * يوم أشعر باغتراب إزاء الحاضر فأستشرف المستقبل بقدرتي فيه على التغيير و حاجتي إلى الترميم أو البناء من جديد لذاتي و أفكاري و أحاسيسي

    * يوم أقف على حماقاتي في اختياراتي و غباوتي في ايهام نفسي بقدرتي على تحمل مسؤوليات في مهام لم أؤهّل إليها بسبب مغالاة في الثقة في النّفس و سلبيتي و عجزي عن محو ما سبق من أخطاء و هفوات استعصى عليّ اليوم إصلاحها فحال ذلك دون إدارك السعادة أو حتى أدنى درجات الراحة و الإستقرار

    * يوم أشعر بانعدام قدرتي على كبت النداءات الصارخة بداخلي أو كتم الأصوات الآتية من أعماقي تدعوني إلى التغييرأو قمعي لإرادة التحرر من كلّ ما يكبّلني أو يعوق تقدّمي كما تعودّت أن أفعل معها دائما

    فإنّي أجد ظالّتي في العالم الإفتراضي الّذي يحقق لي في لحظة ما عجزت عن تحقيقه في سنوات عمري كلّها فتخمد ثورتي وتسكن نفسي و تهدأ النداءات بداخلي فأقهر سلطة الرّفض لكلّ شيء و أعتلي هرم القيم و أشعر بالسعادة بذاتي و يتعاظم الإحساس بوجودي و تنتصر الأنا على كلّ من هم حولي و تنكسر القيود و تنفكّ الأغلال فينشط عقلي من جديد و يستأنف وجداني عمله فينبض قلبي و تتحرّك خلجات نفسي رويدا رويدا و تبعث في الحياة فأنبري أتلمّس لنفسي طريقا من بين الطرق المتشعّبة و أرسم لذاتي صورة كم تمنيت أن أكون عليها يوما و أنحت معالم شخصية و بناء كيان عشقت يوما أن أكونه و أتخيّر لنفسي مكانا لأستظل به من حرارة وهج الشمس الرمضاء و لفح الهجير و أزيح عن جسدي متاعب السفر و مشاقّه

    لكلّ هذه الأسباب و غيرها أدخل العالم الإفتراضي رغم علمي المسبق و الأكيد أنّه افتراضيّ و لا يمكن إلاّ أن يكون افتراضيّا .

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-10-05, 7:26 am