الحافلة الملعونة ..
خرج مسرعا من بيته على غير عادته متوجها نحو محطة الحافلات كي يستقل إحداها بغية الوصول لمقر عمله
..كان الوقت متأخرا بالنسبة إليه لذلك ، لم يكن أمامه من خيار آخر سوى الجري بين كل منعرج وآخر..
لمح حافلته المعهودة وكأنها تتهيأ للمغادرة ..ضاعف سرعته وأمسك بفتحة الباب مستعطفا سائقها التمهل
كي يتمكن من الصعود ..وقد كان له ما أراد هذا الصباح ..أخذ أستاذنا مقعده وهو يتأفف من هذه الظروف التي صارت شبه يومية ..نفس الوجوه ونفس الرحلة ونفس المتاعب ..لم يلق بالا لمن تجلس بجواره ..فتح محفظته وشرع بإلقاء نظرة على بعض الأوراق ..وفجأة صرخت من تجلس بجواره في وجهه وكأنها تعرفه أو تربطها به علاقة مسبقة :
* كيف تجرأ على إنكار شرعية أبناءك أيها السافل ؟
_ ما بك سيدتي ؟ ولمن توجهين خطابك ؟
* نعم نعم ؟ ادعي الغباء كعادتك ..لكن لا ليس في كل مرة ستسلم الجرة ..لن أعتقك اليوم إلا عند القاضي
_ أتعرفينني ؟ ماهذا الهراء ؟ هل أنت مجنونة لا سمح الله
...بدأ صوت المرأة يعلو بالصراخ وهو يحاول الإفلات من قبضتها ..وبدأ بعض الركاب بالتدخل لإصلاح ذات البين ..هذا يستنكر وهذا يحاول الاتصال بالشرطة ..والسائق يطلب الهدوء من الجميع ..وعجوز من الخلف يعلو صوتها المرتعش بالدعاء على صاحبنا ..وهو بالفم المفتوح مشدوها من هول ما يجري ..وتترائ له أصناف الوجوه كشريط سينمائي بالأبيض والأسود ..وتختفي الأصوات فجأة وهاهو يعاني من تلك النوبة التي تخنق أنفاسه ..بدأ يفك بصعوبة ربطة عنقه وهو يحاول استنشاق كل الهواء الملوث الموجود في الحافلة ..وتتوقف الرحلة ..هاقد وصلنا لمديرية أمن المدينة ..لحظة سأنادي على من بيده حل مثل هذه المشاكل ..هكذا قال السائق وهو يخرج مسرعا متوجها نحو بوابة الشرطة..
نظر صاحبنا يمنة ويسرة والمرأة تمسك بخناق قميصه مصممة على ادعاءها ..
* تريد الفرار كعادتك .. والله لن أدعك تفعل هذه المرة ..
يريد أن يصرخ لكن يخونه صوته ..يريد أن يزيح كف المرأة عن عنقه لكن دون جدوى ..
وفجأة يسمع بوضوح صوت زوجته تناديه : قم يا رجل ..ما بك ..قم وإلا تأخرت عن مدرستك ..
وينتبه صاحبنا في ذهول ..ويلقي نظرة حول المكان ..حيث تأكد أن الواقعة لم تكن سوى كابوسا مزعجا ..
أكمل جلسته وحمد الله وغادر غرفة نومه وهو يقول :
_ لن أركب الحافلة الملعونة هذا اليوم ..والله لن أركبها ...
خرج مسرعا من بيته على غير عادته متوجها نحو محطة الحافلات كي يستقل إحداها بغية الوصول لمقر عمله
..كان الوقت متأخرا بالنسبة إليه لذلك ، لم يكن أمامه من خيار آخر سوى الجري بين كل منعرج وآخر..
لمح حافلته المعهودة وكأنها تتهيأ للمغادرة ..ضاعف سرعته وأمسك بفتحة الباب مستعطفا سائقها التمهل
كي يتمكن من الصعود ..وقد كان له ما أراد هذا الصباح ..أخذ أستاذنا مقعده وهو يتأفف من هذه الظروف التي صارت شبه يومية ..نفس الوجوه ونفس الرحلة ونفس المتاعب ..لم يلق بالا لمن تجلس بجواره ..فتح محفظته وشرع بإلقاء نظرة على بعض الأوراق ..وفجأة صرخت من تجلس بجواره في وجهه وكأنها تعرفه أو تربطها به علاقة مسبقة :
* كيف تجرأ على إنكار شرعية أبناءك أيها السافل ؟
_ ما بك سيدتي ؟ ولمن توجهين خطابك ؟
* نعم نعم ؟ ادعي الغباء كعادتك ..لكن لا ليس في كل مرة ستسلم الجرة ..لن أعتقك اليوم إلا عند القاضي
_ أتعرفينني ؟ ماهذا الهراء ؟ هل أنت مجنونة لا سمح الله
...بدأ صوت المرأة يعلو بالصراخ وهو يحاول الإفلات من قبضتها ..وبدأ بعض الركاب بالتدخل لإصلاح ذات البين ..هذا يستنكر وهذا يحاول الاتصال بالشرطة ..والسائق يطلب الهدوء من الجميع ..وعجوز من الخلف يعلو صوتها المرتعش بالدعاء على صاحبنا ..وهو بالفم المفتوح مشدوها من هول ما يجري ..وتترائ له أصناف الوجوه كشريط سينمائي بالأبيض والأسود ..وتختفي الأصوات فجأة وهاهو يعاني من تلك النوبة التي تخنق أنفاسه ..بدأ يفك بصعوبة ربطة عنقه وهو يحاول استنشاق كل الهواء الملوث الموجود في الحافلة ..وتتوقف الرحلة ..هاقد وصلنا لمديرية أمن المدينة ..لحظة سأنادي على من بيده حل مثل هذه المشاكل ..هكذا قال السائق وهو يخرج مسرعا متوجها نحو بوابة الشرطة..
نظر صاحبنا يمنة ويسرة والمرأة تمسك بخناق قميصه مصممة على ادعاءها ..
* تريد الفرار كعادتك .. والله لن أدعك تفعل هذه المرة ..
يريد أن يصرخ لكن يخونه صوته ..يريد أن يزيح كف المرأة عن عنقه لكن دون جدوى ..
وفجأة يسمع بوضوح صوت زوجته تناديه : قم يا رجل ..ما بك ..قم وإلا تأخرت عن مدرستك ..
وينتبه صاحبنا في ذهول ..ويلقي نظرة حول المكان ..حيث تأكد أن الواقعة لم تكن سوى كابوسا مزعجا ..
أكمل جلسته وحمد الله وغادر غرفة نومه وهو يقول :
_ لن أركب الحافلة الملعونة هذا اليوم ..والله لن أركبها ...
