منتدى الشارع الليبي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    أوسكار

    avatar
    شهيد لحسن امباركي
    عضو منورنا


    المشاركات : 32
    نقاط التمييز : 35
    البلد : أوسكار Ma10
    ذكر

    أوسكار Empty أوسكار

    مُساهمة من طرف شهيد لحسن امباركي 2022-12-15, 8:34 pm

    بسم الله الرحمان الرحيم
     
    أوسكار
    في رحلتهما إلى باريس الزوج صحفي و الزوجة مدرسة كانت حامل في شهرها الأخير.
     بعد وصولهما إلى باريس في يومين ولدت المرأة إلا أن ولدها ازداد مقطوع اليدين.
    رفضت الأم استلام ولدها المعوق و تبرعت به إلى المستشفى بعد أن أخذت إدارة المستشفى بيانات الأب و الأم. ثم رجعت المدرسة إلى عملها و الصحفي أيضا إلى عمله و بعد مرور ثلاثون عاما أصبحت المرأة عجوز و كذلك زوجها.
    الولد المعوق صار عمره ثلاثون عاما و قد اهتمت به هذه الدولة، أدخلوه المدارس و ركبوا له يدين اصطناعيتين، و كان الولد من المتفوقين في مراحله الدراسية إلى أن أصبح مقربا من وزارة الثقافة و مستشارهم الخاص. فقد أعجبت به سيدة ثرية و تزوجت به و كانت تحبه حبا جما.
    و بما أنه كانت عنده البيانات عن أهله و بعد الزواج أخذ عنوان والديه و ذهب للبحث عنهما في الدولة الأصلية،  بعد عناء وصل إلى بيت أهله. طرق الباب خرجت له امرأة عجوز سلم عليها و طلب منها أن يدخل و سمحت له بالدخول و قد بدأ يسألها أسئلة كثيرة و كانت تتوقع أن هذا الرجل صحفي و أتى إليها ليأخذ منها موضوع, و لما سألها :هل لك ابن؟ أخذت المرأة تتنفس بعمق و قالت نعم هو ولدي الوحيد تركته في فرنسا و لا أعرف عنه شيأ و قد أخذ نصف قلبي معه حزنا عليه، لأنني تركته منذ الولادة و ما أحببت أن أجلبه معي إلى بلدي لأن مجتمعنا و بلادنا العربية لا يحترمون المعاق، فحبا به و خوفا عليه أن يأتي إلى هذا المجتمع، تركته و لا أعرف عنه شيء منذ ذلك الحين.
    خلع الرجل يداه الاصطناعيتين و قبل أن يقول لها أنا ابنك حضنته عميقا و سكت قلبها في اللحظة و هي تحتضنه. 
    أغلب الذين حازوا على جائزة الأوسكار لا يعرفون قصته. فهذه هي قصته الحقيقية. و بعد أن رجع إلى زوجته السيدة الثرية و قص لها ما حصل له مع والدته التي توفت على صدره، قررت زوجته لحبها له أن تصنع له تمثال و منذ ذلك الحين توزع هذه الجوائز باسم هذا الرجل العظيم لأنه كانت وراءه امرأة
    " وراء كل رجل عظيم امرأة "
    للكاتب شهيد لحسن امباركي باريس يوم 15/12/2022.

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-06-29, 4:30 pm