----------------------------------------
عندما سألته أمه عن التراب العالق بثوبه,
أجابها أنه سقط على الارض و هو في طريقه الى البيت,
لكنه بعد الظهر حاول الخروج من البيت , فقد عاودته الرغبة ثانية. أحس بثقل يضغط على صدره ,
وود لو يصرخ فيسمع صدى صرخته في الأفق المجاور.
أعدت امه سؤالها ...
اخر جواب قال انه لا يدري .
شكت امه في الامر الى درجة انها حذرته ووبخته .الاطفال هم الذين يتمرغون بالتراب , اما الكبار فلا يفعلونها الا اذا استثنينا المجانين و الحيوانات ,
لكن هل يخطر ببالها شيء اخر من سوء الظن
,قد تفكر انه يقضي الوقت مع احدى الفتيات في البساتين ,
و مع ذلك تعود ان ينتظر منها اي تعليل ,
لاسيما انها لا تفصح عن اعماقها الا بعد فترة طويلة.
بادئ الامر فكرت بامراة يحبها .
ليس هذا فحسب, فهي تتطلع بلهفة الى يوم زواجه , و اى ام لا ترغب ان ترى ابنها عريسا,
انتقل خيالها بين بنات الحارة لم تهتد الى واحدة , فابنها لا يعنى منذ المراهقة بالفتيات ,
ثم ان المسألة بعيدة حسب ظنها عن الحب و الزواج , لو كان الامر كذلك فهو لن يتزوج بامراة اغوته ,
ستبرأ منه , و تطرده من البيت , ان هو هم بمن تمنحه نفسها .
اذا كان الامر كذلك فعليها ان توقفه عند حده .
قررت ان تتبعه حينما خرج متسللا من البيت ترصده بصبر و شوق ,
كان على مسافة غير بعيدة منها .لم يلتفت كاللص , يل سار بدربه.كأن الدنيا لا تعنيه , بحث عن شيء يخفيه في البستان بين الحشائش ثم بدأ يحفر , و حين اقتنع بعمق الحفرة ,
امسك صدره و ادلى راسه فيها .ثم انتظر قليلا و عاد بعدئذالى و ضعه السابق و اهال التراب من جديد ...
!)
----------------------------------------