منتدى الشارع الليبي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    الخطبة العثيمينية في التحذير من البدع الشعبانية

    avatar
    المجروح
    عضو منورنا


    المشاركات : 31
    نقاط التمييز : 5
    البلد : الخطبة العثيمينية في التحذير من البدع الشعبانية Ae10
    ذكر

    الخطبة العثيمينية في التحذير من البدع الشعبانية Empty الخطبة العثيمينية في التحذير من البدع الشعبانية

    مُساهمة من طرف المجروح 2008-08-03, 5:49 pm

    الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على نبيه المصطفى ، وبعد ،،،
    فهذا تحقيق لفوائد قيمة ذكرها الإمام الفقيه بقية السلف في عصره محمد بن صالح العثيمين ، رحمه الله تعالى في فضل شهر شعبان والتحذير من البدع المحدثة الدخيلة عليه ، في خطبة جمعة له في موقعه الرسمي ، أسأل الله العلي القدير أن ينفع به ، وأن يكون خالصاً لوجه الكريم .

    الخطبة الثانية :
    الحمد لله ، الحمد لله ، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة نرجو بها النجاة يوم نلاقيه ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه ، وعلى أصحابه ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
    أما بعد ،،،
    فإنه لم يبقى على دخول شهر شعبان إلا أيام قليلة ، وهذا الشهر كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الصيام فيه ، كما جاء ذلك في الصحيحين عن عائشة ، رضى الله عنها قالت : " ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان ، وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان ، فقد كان يصوم إلا قليلا منه " . (1)
    ولهذا ينبغي للإنسان أن يكثر من الصوم في شعبان تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم ، واحتساباً لثواب الله عز وجل ، فان الله يقول : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا . (2)
    إما أن يصوم يوماَ ويفطر يوماَ ، أو أياماَ ويفطر أياماَ ، أو أياماَ كثيراَ متتابعة حتى يبقى يوماَ أو يومان على رمضان ثم يفطر ، للأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يصوم شهراَ كاملاَ إلا شهر رمضان .
    وهنا أشياء ينبغي التنبيه عليها مما يعتقده الناس في شعبان أو يقومون به من عمل ، فمن ذلك صيام النصف فيه حديث علي ، رضي الله عنه عند ابن ماجة ، وإن في صوم النصف منه مزية على غيره ، ولكن هذا الحديث ضعيف . (3)
    قال ذلك ابن رجب في " اللطائف " ، وقال : " الصواب أنه موضوع " . (4)
    أي مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى هذا فلا ينبغي أن نخصص يوم النصف من شعبان بصوم دون غيره من الأيام .
    ومن ذلك أيضاً فضل ليلة النصف وردت فيها أخبار ، قال عنها بن رجب في " اللطائف " : " ضعفها الاكثرون " . (5)
    وقال الشيخ عبد العزيز بن باز : " أنها ضعيفة لا يجوز الإعتماد عليها " . (6)
    ومن ذلك قيام ليلة النصف من شعبان لم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حديث يصح الإعتماد عليه في تخصيصها بقيام لا مطلقاً ولا مقيداً بعدد ، وغاية ما جاء في تخصيصها ما جاء عن بعض التابعين في تعظيمها والإجتهاد في العبادة فيها .
    قال بن رجب في " اللطائف " : " وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها وقد قيل أنه بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية ، وأنكر ذلك أكثر علماء الحجاز يعنى في عصر التابعين ، وقالوا ذلك كله بدعة " .
    وقال أيضاً : " لم يثبت فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أصحابه شئ " . (7)
    وقال صاحب " المنار " : " إن الله لم يشفع للمؤمنين في كتابه ولا على رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا في سنته عملاً خاصاً بهذا الليلة " . (angry
    وقال الشيخ عبد العزيز بن باز ما ورد في فضل الصلاة في تلك الليلة فكله موضوع . (9)
    والموضوع عند العلماء هو المكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    ومن ذلك أنه اشتهر عند كثير من العوام أن ليله النصف من شعبان يقدر فيها ما يكون في العام ، وهذا باطن بإن الذي يقدر فيه ما يكون في العام إنما هي ليله القدر ، وليلة القدر هي التي قال لله فيها : فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ . (10)
    وهى في رمضان قطعاً لقول الله تعالى : شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ . (11)
    ومن ذلك أن بعض الناس إذا كان يوم النصف من شعبان أطعموا الطعام ، فيوزعونه على الجيران والفقراء ، ويسمون ذلك عشاء الوالدين (12) ، وهذا لا أصل له ، لا أصل له عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ولا أصل له في الأمة ، وما ليس كذلك من أمور الدين فإنه بدعة ، وكل بدعة ضلالة .

    أيها الاخوة : مثل هذه الأمور لا ينبغي أن تتلقى من أفواه العامة ، وإنما تتلقى من العلماء : العلماء بالحديث والسنة ، العلماء بطريق السلف الصالح ، أما ما يشتهر عن العوام فإن العوام ما يشتهر عنهم كثير من البدع ، لذلك ينبغي الرجوع في هذه الأمور إلي أهل العلم العارفين بالسنة .

    [blink]انتهى كلام الإمام محمد بن صالح العثيمين ، رحمه الله تعالى ، والحمد لله رب العالمين[/blink]

    ----------------------------------------------
    (1) حديث صحيح : أخرجه البخاري : (1969) ، ومسلم : (1156) ، والنسائي : (2311) ، وأبو داود : (2079) ، وابن ماجه : (1700) ، وأحمد : (25186) .
    قال ابن حجر : " وفي الحديث دليل على فضل الصوم في شعبان " . فتح الباري : (4/253) .
    وقال ابن رجب : " وأما صيام النبي صلى الله عليه وسلم من أشهر السنة فكان يصوم من شعبان ما لا يصوم من غيره من الشهور " . لطائف المعارف : (ص 247) .
    وقال الصنعاني : " وفيه دليل على أنه يخصُّ شعبان بالصوم أكثر من غيره " . " سبل السلام " : (2/342) .
    وأما الحكمة من كثرة صومه صلى الله عليه وسلم في شعبان ما يوضحه حديث أسامة بن زيد ، رضي الله عنهما قال : قلت : يا رسول الله ، لم أرك تصوم شهراً من الشهور ما تصوم من شعبان ؟ قال : " ذاك شهر يغفل الناس عنه ، بين رجب ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم " . أخرجه أحمد : (5/201) ، والنسائي : (2357) ، وحسنه الألباني .
    قال ابن رجب " وفيه معانٍ ، وقد ذكر منها النبي صلى الله عليه وسلم إلى أنه لما اكتنفه شهران عظيمان : الشهر الحرام وشهر الصيام ، اشتغل الناس بهما عنه ، فصار مغفولاً عنه ، وكثير من الناس يظنُّ أن صيام رجب أفضل من صيامه لأنه شهر حرام ، وليس كذلك " . لطائف المعارف : (ص 250)
    (2) سورة الأحزاب ، الآية : (21)
    (3) هذا الحديث رواه ابن ماجه ولفظه : " إذا كانت ليلة النصف من شعبان ، فقوموا ليلها ، وصوموا نهارها ، فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا ، فيقول ألا من مستغفر فأغفر له ، ألا مسترزق فأرزقه ، ألا مبتلى فأعافيه ، ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر " . ضعفه الألباني ، وللفائدة راجع كتاب " العلل المتناهية " : (2/562) ، وكتاب " الفوائد المجموعة " : (ص 51) ، وكتاب " سلسلة الأحاديث الضعيفة " : (2132)
    (4) " لطائف المعارف " : (ص 261)
    (5) " لطائف المعارف " : (ص 261)
    (6) قال سماحة الإمام الوالد عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، رحمه الله رحمة واسعة قي رسالة له بعنوان : " حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان " : " ومن البدع التي أحدثها بعض الناس : بدعة الإحتفال بليلة النصف من شعبان ، وتخصيص يومها بالصيام ، وليس على ذلك دليل يجوز الاعتماد عليه ، وقد ورد في فضلها أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها ، أما ما ورد في فضل الصلاة فيها ، فكله موضوع ، كما نبه على ذلك كثير من أهل العلم ... وورد فيها أيضا آثار عن بعض السلف من أهل الشام وغيرهم ، والذي أجمع عليه جمهور العلماء أن الاحتفال بها بدعة ، وأن الأحاديث الواردة في فضلها كلها ضعيفة ، وبعضها موضوع ، وممن نبه على ذلك الحافظ ابن رجب ، في كتابه : " لطائف المعارف " وغيره " .
    (7) " لطائف المعارف " : (ص 262)
    (angry قال أبي عبد الله محمد الحنبلي ، رحمه الله تعالى ما نصه : : " كحديث يا علي من صلى ليلة النصف من شعبان مئة ركعة بألف قل هو الله أحد قضى الله له كل حاجة طلبها تلك الليلة ، وساق جزافات كثيرة ، وأعطي سبعين ألف حوراء ، لكل حوراء سبعون ألف غلام ، وسبعون ألف ولدان ، إلى أن قال : ويشفع والداه كل واحد منهما في سبعين ألفاً ، والعجب ممن شم رائحة العلم بالسنن أن يغتر بمثل هذا الهذيان ويصليها ، وهذه الصلاة وضعت في الإسلام بعد الأربع مئة ، ونشأت من بيت المقدس ، فوضع لها عدة أحاديث " . " المنار المنيف في الصحيح والضعيف " : (1/98)
    (9) راجع رسالته القيمة حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان ؟
    (10) سورة الدخان ، الآية : (4)
    (11) سورة البقرة ، الآية (185)
    (12) قال الإمام محمد بن صالح العثيمين ، رحمه الله : " لكن ما يفعله بعض الناس في ليالي رمضان من الذبائح والولائم الكثيرة ، والتي لا يحضرها إلا الأغنياء ، فإن هذا ليس بمشروع ، وليس من عمل السلف الصالح ، فينبغي ألا يفعله الإنسان ، لأنه في الحقيقة ليس إلا مجرد ولائم يحضرها الناس ويجلسون إليها ، على أن البعض منهم يتقرب إلى الله تعالى بذبح هذه الذبيحة ، ويرى أن الذبح أفضل من شراء اللحم ، وهذا خلاف الشرع ، لأن الذبائح التي يتقرب بها إلى الله هي الأضاحي ، والهدايا ، والعقائق ، فالتقرب إلى الله بالذبح في رمضان ليس من السنة " . " مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين " : (8/كتاب صدقة التطوع) .
    وقال أيضاً ، رحمه الله : " هذه الذبيحة التي يسمونها العشوة ، أو عشاء الوالدين يذبحونها في رمضان ويدعون الناس إليها تكون على وجهين :
    الأول : أن يعتقد الذابح التقرب إلى الله بالذبح ، بمعنى أن يعتقد أن مجرد الذبح قربة ، كما يكون في عيد الأضحى فهذا بدعة ، لأنه لا يتقرب إلى الله تعالى بالذبح إلا في مواضعه : كالأضحية ، والعقيقة ، والهدي .
    الثاني : أن يذبح الذبيحة لا للتقرب إلى الله بالذبح ، ولكن من أجل اللحم - أي أنه بدلاً من أن يشتري اللحم من السوق يذبح الذبيحة في بيته - فهذا لا بأس به ، لكن الإسراف في ذلك لا يجوز ، لأن الله نهى عن الإسراف ، وأخبر أنه لا يحب المسرفين ، ومن ذلك أن يفعل كما يفعل بعض الناس من ذبح ما يزيد على الحاجة ودعوة الكثير من الناس ، الذين لا يأتون إلا مجاملة لا رغبة ، ويبقى الشيء الكثير من الطعام الذي يضيع بلا فائدة .
    والذي أرى أن يصرف الإنسان ما ينفقه في ذلك إلى الفقراء دراهم ، أو ملابس ، أو أطعمة يعطونها للفقراء أو نحو ذلك ، لأن في هذا فائدتين :
    الأولى : أنه أنفع للفقراء ، والثانية : أنه أسلم من الوقوع في الإسراف والمشقة على الداعي والمدعو.
    وقد كان الناس سابقاً في حاجة وإعواز ، وكان صنع الطعام لهم له وقع كبير في نفوسهم ، فكان الأغنياء يصنعونه ويدعون الناس إليه . أما اليوم فقد تغيرت الحال ، ولله الحمد " . " مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين " : (20/كتاب الصيام) .
    avatar
    احمد2010
    الأدارة
    الأدارة


    المشاركات : 3164
    نقاط التمييز : 0
    البلد : الخطبة العثيمينية في التحذير من البدع الشعبانية YyN01312
    مزاجي : الخطبة العثيمينية في التحذير من البدع الشعبانية Pi-ca-10
    ذكر

    الخطبة العثيمينية في التحذير من البدع الشعبانية Empty رد: الخطبة العثيمينية في التحذير من البدع الشعبانية

    مُساهمة من طرف احمد2010 2008-08-04, 6:42 pm

    جزاك الله خيرا وجعله لك فى ميزان حسناتك ان شاء الله

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-07-06, 12:44 pm