قالوا ما الحب إلا للحبيب الأول
لكننا أدركنا مع مرور الأيام مدى اتساع مساحة الوهم في الحب الأول
وتذوق الكثير منا مرارة الندم على اختياره الخاطئ في الحب الأول
وكم من حب أخير تمكن وبجداره من القضاء على كل أثار الحب الأول في داخلنا
وجعلنا ندرك أن الحب الحقيقي لا يبقى مقصوراً على الحبيب الأول كما يحاول البعض اقناعنا
بل أن الأخير قد يكون أغلى وأروع وأكبر قدرة على البقاء في داخلنا ...
ادعو أن الفن رسالة سامية
فرأيناهم يتلوثون بإسم الفن
ورأيناهم يضيعون بإسم الفن
ورأيناهم يقفزون هنا وهناك بإسم الفن
ورأيناهم يهدرون وقتنا ووقتهم بإسم الفن
ورأيناهم يلبسون من غير ملابس بإسم الفن
وأشياء أخرى لا تمت للرسائل السامية بصلة ...
أخبرونا أن الذي يحب لايكره
فظننا أننا مهما تمادينا في قسوتنا فسنبقى رمز الحب في القلوب
التي أحبتنا لعجزها عن كراهيتنا بعد الحب
لكننا وجدنا أقدرهم على الحب أقدرهم على الكراهية
فبمقدار الحب يكون الجرح
وبمقدار الجرح يكون الألم
وبمقدار الألم يكون النفور
وبمقدار النفور تكون الكراهية
قالوا أن السلام هدفهم
فرفعوا شعارات السلام وهتفوا للسلام بقوة وحماس
لكننا قرأنا كلمة السلام مكتوبة بدماء شهدائنا فوق جدرانهم
فأدركنا عمق الخديعه
كما أدركنا أنهم أول من يهتك السلام وأول من يغتال السلام
وآخر من يحافظ على السلام فوق أرض السلام ...
قالوا أن البقاء للأقوى
فصدقنا أن البقاء للأقوى
وحاولنا قدر استطاعتنا التسلح بالقوة كي نبقى البقاء الجميل
لكننا استيقظنا على حقيقة مؤلمة وواضحة تنص على أننا نحيا في زمان البقاء فيه للأخبث و الاسوأ والأنجس والأقدر على الخديعة
والمراوغة حتى لو كان أقل قوة ...
قالوا أن الوطن العربي وطن واحد
فعلمونا منذ الصغر أن وطننا العربي الكبير متماسك كدولة واحدة
أن مواطنيه إخوة وأشقاء
لكن جوازات السفر والحدود
وتأشيرات الدخول كشفت حجم الكذبة الجميلة الملونة ...
